Thursday, June 9, 2011

البطلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة هناء أدور .. سلامتك يا حبيبة الملايين


أستجابة  لموقف الناشطة العراقية البطلة هناء أدور في المؤتمر الذي كان يهدف الى مناقشة قضايا حقوق الأنسان في  العراق بحضور أد ميلكرت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والتي اتهم فيها رئيس الوزراء العراقي نوري  المالكي منظمات المجتمع المدني بالأرهاب.  

بدءا .. نحذر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أية خطوة يخطوها هو شخصيا أو حماياته أو أي فرد من حكومته أو أجهزته القمعية أو حزبه حزب الدعوة الأسلامي أو أي حزب اخر يعمل ضمن حكومته من اتخاذ أي أجراء تعسفي بحق البطلة العراقية التي أصبحت رمزا وطنيا ونسويا وأنسانيا في وقفتها الشجاعة دفاعا عن حقوق أبناء الشعب العراقي ممثلا بمنظمات المجتمع المدني.  أن أي ضرر أو تعسف تتعرض له البطلة هناء أدور .. حتى وأن حاولتم أن تصورونه على أنه حدث تلقائي وغير مقصود ..بل هو مقصود مهما تقادم زمنه ومهما كان نوع الظروف التجريمية المحيطة به.  عليكم أن تفهموا أن المجتمع الدولي يراقبكم من خلالنا , نحن المنفيون من وطننا والعاشقون لأرضنا وأهلنا مهما بعدت المسافات بيننا وبينهم ! 

السيد رئيس الوزراء 
نحن كشعب عراقي .. نصدق أبناء شعبنا المقهور ولانصدقك ! أنت كاذب ومراوغ وتعتمد على أجهزة قمعية وصغار نفوس لم تعرف الغيرة ولا الكرامة بحياتها . أجهزتك تتشكل من مجاميع من ذوي النفوس الحقيرة وأولاد الشوارع الخلفية التي لا تعرف للأخلاق طريقا! وبدليل كلمتك الخطابية في مؤتمر كان يمكن أن تصبح أنت أيضا بطلا-  من خلاله -  لو أنك تجاوبت مع مطاليب الشعب المنكوب بحكومات متعاقبة من منزوعي الضمائر !
 كان يمكنك أن تشير الى معاناة الشعب الذي انتخبك وحكومتك وبرلمانك , وعلى الأقل كان يمكنك أن تعتذر للشعب عن كل الضيم الذي لحقه من جراء انتخابه لكم على انعدام الخدمات والديمقراطية والأمان ! وعلى المحسوبية والمنسوبية في الوظائف والمنافع ! وعلى انتشار الخراب الذي سرق لقمة الأطفال من أفواههم والتعليم من مدارسهم وحول العراق الى رقعة من التخلف والظلام والمزابل وفقدان الأمل بمستقبل يوفر العيش الهاديء على الأقل وليس الهانيء للعراقيين. 

هذه الجلسة التي كان من  المقرر أن تقدم تحليلا لمشكلات الأمن وانعدام حقوق الأنسان في  العراق , تحولت الى حلقة مفرغة أخرى من حلقات سلب حقوق  الأنسان وضمن أجندة تهدف الى سحق العراقيين بأعذار انتماءاتهم للأرهاب  وتذكيرهم للمرة البليون بأن نظام صدام كان يقهرهم ويدوس عليهم  وهذا – بنظرك – يمنحك الحق بأن تدوس عليهم أكثر وأكثر . ألا تمتلك جعبتك شيئا غير هذا؟ ألا تعرف أن الشعب العراقي ليس مسؤولا عن عمليات الأرهابيين والقاعدة بل هو ضحيتهما؟ أن كنت تعرف , فأنت مسؤول عن كلامك الذي تفوهت به في المؤتمر وتجب محاسبتك عليه أمام المجتمع الدولي . وأن كنت لا تعرف , فأنت لست مؤهلا لقيادة هذا الشعب المغلوب على أمره لأنك جاهل ولاتمتلك مهنية ولا ديبلوماسية  . 

واضح جدا أنك تراوغ وتماطل من أجل أن لا توفر أية خدمات للشعب العراقي . وعليك أن تعترف أنك أنت هنا في هذا المركز والمنصب لخدمة حزب  الدعوة الأسلامية وجلاوزته وربيبتكما أيران . أنت هنا كي تنفذ برنامج أثارة الفتنة الطائفية وكي تديم معركة داخلية يتقاتل من خلالها الشيعي والسني والمسيحي والمسلم واليهودي والأيزيدي والصابئي والكردي والتركماني. فبدون هذه المعركة الداخلية , سيسقط حكم الأمبراطورية الأيرانية في العراق . وبتوفير أجواء ديمقراطية وعيش كريم للعراقيين , ستتفتح عيونهم على مطالب أخرى , ولربما ثورة على نظامكم  القمعي . 

يوم أمس , هدرت الروح العراقية الكريمة ممثلة بصوت الناشطة هناء أدور ! حيث وقفت بمهنية عالية واعترضت على إهانتكم لمنظمات المجتمع  المدني. هذه المنظمات التي تحاول جهدها , باليسير من التمويل مقارنة بالبطالة المقنعة التي تحتضنها حكومتكم  , أن تقدم للشعب العراقي الكثير من البرامج للمرأة والطفل والتعليم والتدريب والمواساة والدفاع  القانوني عن حقوق الأنسان. هذه المنظمات المتشكلة من محاربين ومحاربات يعيشون واقعا مرا ويشاركون الشعب بحاجاته وهمومه يقدمون أضعافا مضاعفة مما يقدمه مجلس الوزراء والبرلمان .  ورغم أننا نرفض ثقافة التعامل بالقنادر , ألا أن حذاءا مثل حذاء منتظر الزيدي كان يجب أن " ينشمر " مرة أخرى يوم أمس في قاعة اجتماعكم وردا على اتهاماتكم للمنظمات بالأرهاب ! فمن يدوس على حياة العراقيين ومشاعرهم وكرامتهم , لايكون الرد عليه الا " بحذاء " عراقي وعلى الطريقة العراقية !

 ألا أن هذه البطلة , وهي التي تتسلح بالثقافة العالية والموقف النبيل والديبلوماسية الراقية , غلبتكم وتفوقت بأنسانيتها وديبلوماسيتها عليكم ! وكان ردها ممثلا لهموم العراقيين .. ليس فقط لأنها سلمتكم صور المعتقلين الأربعة ظلما , بل لأنها لم تنزل الى مستوى ما تستحقونه فعلا!! لأنكم أنتم من استهتنم بالشعب العراقي والمرأة العراقية والطفل  العراقي , و لأنكم أنتم من ينام قرير العين على جرائمه وغيرته  المنزوعة وصفاقته ! 
 كان يجب أن تقف كل النساء العراقيات وقفتها يوم أمس . كان عليك أنت وممثل الأمم المتحدة أن تستمعوا الى القضية من أفواه ضحاياها , وأن تستشيروا من يرى ويعيش الانتهاكات بمعدل يومي , لا أن تقرأوا خطابا كتبه احد الأمعات في مكتبكم اللاموقر. 

هنـــــــــاء أدور , هذه البطلة الحرة التي هطلت بثورتها ..أو زلزلت بنداها على قلوب  العراقيين في وقفة شجاعة لم يسبق لها مثيل , أوصلت صوتها الى من يتاجرون بالقضية العراقية سواء على صعيد الأمم  المتحدة أو الحكومة العراقية  في جلسة ركلت كل المعاناة العراقية وداست عليها بأحذية الطغاة وتجار الحروب والزنادقة الملتفعين بعمائم رجال الدين .

هذه الصيحة العراقية التي ترجمت دموع الأمهات والزوجات والبنات واللاجئات اللواتي يعشن أهانات يومية من أجل خبزهن اليومي وفتات موائد الشعوب الأخرى فيما تصب ابار النفط العراقي في جيوب المالكي وحكومته القذرة وبرلمانه السخيف. هذه الصيحة التي أرادت بها أن تفتح أبواب سجونكم ومعتقلاتكم , كي يخرج معتقلوا الرأي والصحافة الحرة الى الهواء الطلق , حيث يطالبون و يكتبون عن معاناة شعبهم في أجواء ديمقراطية ! 
وأقول لك .. أن ممثل  الأمم المتحدة لا يغرينا بمنصبه . فقبله ومثله وبعده , تعج الساحة الدولية بمافيات وتجار الحروب . نحن – كعراقيين وكناشطين وناشطات في حقوق الأنسان – لا يعنينا منصبه ولسنا معنيون بتاريخه . لنا وطن وشعب ومسؤوليتنا هي الدفاع عنهما سواء شاء هو أم أبى .. وسواء شئت أنت أم أبيت !
 
وكي أجعلك تفهم الفكرة بطريقة أسرع , لأنني متأكدة تماما من فهمك البطيء , فأن منظمات  المجتمع المدني لا تحتوي عبيدا ولا تعتمد نظام العبودية في تشكيلاتها . بل هي منظمات تقدم خدمات أكثر وأكبر تجاوبا مع فهم هذه المنظمات لعملها الأنساني وضمن برامج التنمية الأقتصادية – الأجتماعية . وهذا يختلف عن عملكم كرئيس وزراء ومجلس وزراء , حيث تغرقون بالمليارات من الدولارات مقابل تقديم اللاعمل .. أو على الأغلب مقابل سحق الشعب العراقي وهمومه ومتاعبه وحاجاته بأحذيتكم العسكرية والميليشياوية الثقيلة .
 
مرة أخرى .. سلامة الناشطة هناء أدور هي مسؤوليتكم .. حتى وأن عضتها بعوضةّ! لا عذر لكم في حالة تعرضها الى أي أجراء أو استجواب أو أي رد فعل من قبل حكومتكم! 
ولعل صيحة هناء أدور تصفع الوجوه الصفيقة للنساء والرجال في الحكومة  العراقية ومجلس الوزراء والبرلمان!! 
آن لكم أن تفهموا أن النساء العراقيات لسن كلهن مثل عضوات برلمانكم , ولاكلهن يشعرن بالدونية مثل الأمعات الصاغرات المستعبدات تحت قبة البرلمان العراقي . النساء العراقيات سيسحبن البساط من تحت أقدامكم , ولربما سنرى أشخاصا آخرين يخرجون من حفر أخرى تشبه حفرة صدام حسين!